فلنصنع معا (غذاء الروح والجسد والعقل)

شروق محمد سلمان

سُئل رجل:@- لماذا نرى كل أولادك وبناتك على خُلق رفيع، وسلوك متوازن، ونجاح في الحياة؟ يعرفون متى يتكلمون ومتى يصمتون، يتحلّون بالشجاعة ويتحررون من الخوف، ولا يضعفون أمام الشدائد، وكل واحد منهم يُحب الآخر ويقف إلى جانبه مهما ساءت الظروف.@- ما سرّ تربيتك؟ وما الذي فعلتَه مختلفًا عنّا؟ كيف استطعت أن تُربّيهم بهذه الطمأنينة وهذا الثبات؟@ابتسم الأب، ثم أغمض عينيه قليلًا كأنه يسترجع أحداث العمر، وقال بهدوء:@–  لم تكن عندي وصفة سحرية إن خطر ذلك ببالكم، لكني منذ صغرهم حرصتُ على أن نجتمع كل يوم في عبادة واحدة على الأقل، كصلاة واحدة نصليها جميعًا في البيت، أنا وأمهم وهم معنا، ثم يقرأ كل واحد منهم من القرآن بقدر ما يستطيع.@ولمّا كبِروا، ظلّ الالتزام قائمًا: صلاة الجمعة، ومعها صلاة نختارها لنصليها معًا، نُتبعها بجلسة تلاوة وتفسير معاني الكلمات وبعض الآيات، وفي كل أسبوع نحكي قصة من قصص الأنبياء أو الصحابة أو العلماء.@وارتسمت في ذهنه ذكريات جميلة ابتسم لها، رآهم بعين الخيال وهم يلتفّون حوله ويناقشون قصة من قصص القرآن، وسمع (تكات) المسبحة في يد أمهم وهي تنتظر الصلاة التالية، وصوت ابنته وهي تترنّم بآيات جزء عم، والابن الصغير وهو يحكي لهم قصة أحد الأنبياء، ثم اصطفافهم للصلاة في وقتها، ومساعدتهم لجيرانهم عند الحاجة.@