فاروشا مدينة الأشباح

أسما جمال

اقتربت من النيل، جلست بعيدًا عن الناس وحدي، معابد فيلة وآلهتها تنظر لي من بعيد، الصخور تتحدث، تخبرني أنني جزء منها. 
جلست في وضع اليوجا جعلت يدي بالقرب من قلبي، أغمضت عيني، أخذت نصيبي من الأكسجين المشبع برائحة النيل، كان لدي رغبة كبيرة في الهرب من الركض بعيدًا عن عالم لا أجد فيه راحتي. 
الناس من حولي يرتدون زيًا مصريًا  قديمًا، يهرولون يمينًا ويسارًا إلى بيوتهم، صوت أبواب منازلهم يشبه طبول الحرب لقوتها، ثم ظهر أمامي موكب للملك يحملونه فوق عربة مستندة على أكتاف أربعة رجال، يسير الجنود بانتظام في صفين يسار ويمين عرش الملك المحمول ، الكل يركض ليترك الطريق فارغًا لموكب الملك إلا أنا، أقف في مكاني بلا حركة، يقترب الملك أكثر، يرتدي تاجًا طويلًا يعلوه قبة مرتفعة قليلاً بها دوائر من الذهب فوق بعضها، له لحية طويلة وشارب، يرتدي في أذنيه حلق ذهبي على شكل برج، عيناه خضروان ماكرتان، حاجباه متشابكان بخيوط من الشعر الصغير، شعره طويل يظهر ذلك بوضوح من تحت تاجه، يرتدى عباءة بلون السماء يزينها على الكتفين والصدر  ريش نعام، كأنه يحمل وسام من ريش النعام، كان ينظر في إتجاهي ثم نظر في مركز عيني، أشار لأحد الحراس بإصبعه بإتجاهي فوجدتهم يركضون نحوي فركضت أنا الأخرى .