أنا مريضة اكتئاب

د. سارة عنتابي

تتجول الأفكار في أعماق الوجدان كالأمواج التي تلامس شواطئ الروح، حينما يتسلل إلينا فكر تلك الروح الغامضة التي تعيش داخلنا وفي الوقت ذاته خارج حدودنا. إنها روح تنسج خيوطها بين الماضي والحاضر، تحمل معها ذكريات عديدة ترسم لوحة حياتنا بألوان متعددة، تعكس تفاصيل لحظاتنا العابرة وتلهمنا بتجاربها. 
تلهمنا تلك الروح بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، تختزل فيها حقائق متنوعة، تجسد لحظات حياتنا وتحمل معها عبء الماضي وتطلعات المستقبل. وفي ذلك الإطار نواجه تساؤلات تعبر عن حقيقة متجذرة في وجدان الإنسان: هل تلك الروح حقيقية وماثلة لكائن فعلي يعيش بيننا؟ أم هي مجرد منتج لخيال الكاتب الذي يرسم بها مشاهد وأحداث تنبض بالحياة في عقولنا؟ 
قد تحتاج تلك الروح إلى الإنقاذ من قسوة الزمن وأزمنة تحتاج إلى يد الرحمة لتحريرها، أو قد تكون مجرد تجسيد لخيال يتلاعب به الكاتب ليعكس من خلالها تفاصيل خفية من حياته الشخصية. 
في النهاية، تظل هذه الروح جزءاً لا يتجزأ من كوننا، و إما أن تكون واقعية تماماً، تتردد بين أضلاع حياتنا، أو تظل كما هي، مجرد خيال يستمتع به القارئ دون الالتزام بتفسير وجودها.