المختصَر في اضطرابات الأطفال السلوكية

عبد الباسط ميرغني

عبر رحلة أبوابه الخمس سلوك الطفل السوي في ارتباطه الوثيق بجميع جوانب تطور النمو الحركي والمعرفي والذكاء الاجتماعي والعاطفي، فإذا اختل مسار النمو الطبيعي لأي سببٍ في مراحل الطفولة الممتدة، انحرف سلوك الطفل عن السواءِ وعبَّر عن إحباطاته وصراعاته بصورةٍ رمزية، أو عن طريق السلوك المضطرب. ونقصد بالسلوك تلك الاستجابات الظاهرة التي يمكن ملاحظتها أي التصرفات والأفعال التي تصدر عنهم، (Overt behaviour)  ويشمل تعريف السلوك كذلك الاستجابات غير الظاهرة مثل الأفكار والانفعالات والأحاسيس والخبرات الشعورية وتُعرف بالسلوك الخفي (Covert Behaviour) 
والأطفال شأنهم شأن الكبار نراهم عُرضةً لمشكلات الإدراك الحسي (Perception)، والإدراك المعرفي (Cognition).
ونظام "الخلوة" التربوي وهي مؤسسة تربوية تقليدية مشابهة لنظام "الكُتَّاب" تعنى بالأطفال قبل بدء التعليم المدرسي، وفي بعض الأحيان تمتد كمدرسة ابتدائية تعمل بنظام المعلم الواحد والفصل الواحد، ويغلب عليها التعليم القرآني من حيث الحفظ والتجويد. "والخلوة" تنتشر في القرى، ولها مزايا تربوية إيجابية كما لها سلبياتها التربوية خاصةً في مجال تقويم السلوك. وللخلوة نهج عقابي تقليدي متعارف عليه، ويحتاج نهج العقاب في الخلوة لتقييم علمي، وكذلك تحتاج العلاقة الوطيدة للمعلم بتلاميذه وأسرهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية للدراسة. وللباحثين التربويين والمعالجين النفسيين رؤاهم المختلفة، ويرون أن هناك اختلافات جوهرية لتطبيقات هذا النظام وأثره على سلوكيات الأطفال القيمية بين بيئةٍ وأخرى ومجتمعٍ وآخر. وهناك ميزة أخرى يركز ويؤكد عليها هذا الكتاب وهي مدى ارتباط المفاهيم والممارسات السلوكية بالعُرف وكريم المعتقدات وانسجامها أو عدم انسجامها مع الإرث الأخلاقي المتعارف عليه، كما يعرض المساهمات المبكرة لعلماء قدامى ومعاصرين؛ من حيث إسهاماتهم في الإطار النظري والتطبيقي للعلاج السلوكي.