ترمد النار "الجزء الأول"

د. موزة الجلاف

هذه الظنون لم يكن "جاسم" يفصح عنها إلا في شكل غيرة زائدة وغير طبيعية على "مهرة"، فبعد أن قالت الفتاة "نعم"، وقال والدها "ولا الضالين آمين" بأيام قليلة، أصبح الشاب يعتبر عروسه المستقبلية تحت حجره الشخصي، ممنوع أن تخرج أو تدخل بدون إذنه، يقلها يوميًا من وإلى العمل، رغم أن والدها خصص لها سيارة بسائقها المتفرغ، ممنوع أن تذهب إلى حفلات زفاف أو مناسبة تخص إحدى صديقاتها أو زميلاتها في العمل، دون أن تحيطه علمًا قبلها بعدة أيام، وبالطبع كانت مسألة وجود صداقات لها مع زملاء رجال في العمل تبدو له كفرًا وتجديفًا خطيرًا، رغم أنه هو ذاته كان له الكثير من الصديقات من داخل وخارج نطاق عمله في أحد المؤسسات السيادية!@